ثلاثاء الفواصل الحارقة/موسى البيداج

لأن
المختارات التي بين يديك، عزيزي القارئ، هي لقيصر أمين بور، الشاعر والأستاذ الجامعي والباحث وكاتب الأدب الموجه للأحداث والناشئة. يعد أمين بور من شعر. . . اء الجيل الأول للثورة الإسلامية في إيران، ولعله أشهرهم وأرفعهم مكانة، ما يؤهله لأن يكون رائداً في هذا المجال. شغلت قضية العلاقة بين التراث والحداثة في الشعر الإيراني الحديث الشاعر أمين بور، فبحثها في كتاب يحمل العنوان نفسه، وواجهها على المستوى الإبداعي، فنظم ثماني مجموعات شعرية تتنوع بين الشعر التقليدي والشعر “النيمائي” الذي يعادل شعر التفعيلة العربي والشعر الحرب، فبين عملياً، أن التفاعل بين التراث والحداثة يمكن أن يشق طريقاً جديداً، متميزاً، يصدر عن معطيات العيش المعاصرة ويستجيب لحاجات العصر. وفي الحالات جميعها يكون الشعر “دهشة وتفتحاً” و”طوفان روح” شبيه بأريج الوردة التي لا يمكن أن نسألها عن مساره ومكوناته، وإنما يمكن أن نتمتع بشذاه سعداء فرحين. ويبدو أن أمين بور القائل: “إنشاد الشعر قدري” كان يملك حدساً فريداً، ففي مقطوعة له تحمل هذه المختارات اسمها، يقول: “ثلاثاء المرارة والضائقة/ ثلاثاء الفواصل الحارقة/ ثلاثاء الرفض.